يعرف العقوق على أنه المعنى المعاكس للبر، ولهذا فإن عقوق الوالدين هو عدَم طاعتهما في حياتهما وقطع العلاقة بهما، كما أنه كل قول أو عمل يؤذي الوالدين من أبنائهما، ويسبب لهما الألم والحزن، فلا يهتمون بهما أو يوفر لهما ما يحتاجانه.
حكم عقوق الوالدين في الإسلامحذر الرسول صلى الله عليه وسلم من عقوق الوالدين، وخصوصاً عقوق الأمهات، حيث يعتبر حقوق الوالدين من أكبر الذنوب والكبائر التي قد يرتكبها الإنسان، ووعد الله بعذاب العاقين بنار جهنم، وتوعدهم بسكرات موت شديدة نتيجة معاناة الوالدين، حيث قال الله عز وجل: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا *وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 23-24]، وهذا دليل واضح على حرص الإسلام على بر الوالدين ورحمتهما، فكما وعد الله بعذاب من يعق والديه، فقد وعد أيضاً الرزق والسعادة لمن يبرهما، ويحسن معاملتهما.
أشكال عقوق الوالدينلعقوق الوالدين أشكال متعددة، فقد يظهر بشكلِه ومضمونه العلني، حيث يلعن الابن والديه مع عدم الاهتمام بهما أو الإنفاق عليهما وخصوصاً عند حاجتهما، ويرفض مساعدتهما بأي شكل من أشكال المساعدة، سواء مساعدة معنوية أو مساعدة مادية، وقد تمر أشهر وأكثر دون أن يطمئن عليهما أو يتفقدهما، وهناك أيضاً من يصرخ على والديه ويرفع نبرة صوته عليهما، ويظهر ضيقه وانزعاجه من طلباتهما وسؤالهما، كما يسخر من أفعالهما، وخصوصاً إذا عانى أحدهما من أمراض الشيخوخة كتلك التي تفقد الذاكرة، وهناك الكثير من أشكال عقوق الوالدين التي يفضل خلالها الابن زوجته وأولاده، وأحياناً ضرب والديه عند إزعاج زوجته.
أضرار عقوق الوالدينهناك الكثير من الأضرار التي تنعكس نتيجة عقوق الوالدين على حياة الابن العاق، ومن أهمها الشقاء في الدنيا والآخرة، وقلة الرزق، وكثرة الهم، كما أن العاق بوالديه سيعقه أبناؤه عند كبره؛ لأنه لم يكن نموذجاً إيجابياً أمام أطفاله، بالإضافة إلى أن عقوق الوالدين يؤدي إلى تفكك المجتمع، واختفاء القيم الأخلاقية والمبادئ من بين أفراده.
أسباب عقوق الوالدينالمقالات المتعلقة بتعريف عقوق الوالدين